بعد هدوءٍ طويل وبرودٍ حاد في العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا والمملكة العربية السعودية؛ تم في عام 2021 تحقيق انتعاشاً قياسياً في حجم التبادل التجاري البلدين، ووفقاً للإعلام التركي فإن حجم التبادل التجاري وصل إلى مرحلة جديدة خلال العام الفائت؛ متجاوزاً بذلك البرود الاقتصادي والعلاقات المتوترة التي طالت ما يزيد عن 3 سنوات.
احصائيات كبيرة في حجم التبادل التجاري:
بناءً لما أعلنت عنه مديرية الإحصاء التركية، فإن حجم الصادرات السعودية إلى تركيا قد نمى بدرجة هائلة خلال العام الماضي. حيث سجل العام 2020 حجم صادرات بين البلدين وصل إلى ما يزيد عن المليار والنصف مليار دولار خلال الفترة بين الشهرين الأول العاشر. فيما تضاعف هذا الرقم فوصل إلى 3 مليارات دولار تقريباً خلال الفترة نفسها من العام الماضي 2021.
ويشير المختصين أن هذه الأرقام تعكس بوضوح بدء عودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية. ويبدو أن الإجواء المشحونة بين البلدين تتلاشى بشكل تدريجي؛ خصوصاً بعد المصالحة الخليجية. مما يعني زيادة متوقعة في حجم العلاقات التجارية بين البلدين خلال العام الجاري 2022.
كما بلغ حجم الصادرات التركية إلى المملكة خلال الفترة بين شهر يناير/كانون الثاني وحتى نوفمبر/تشرين الأول من العام 2021 مبلغاً ضخماً يصل إلى 189 مليون دولار. ويذكر أن الصادرات التركية إلى السعودية وصلت إلى رقم رائع وهو بحدود 3.2 مليار دولار في 2019 وذلك قبل الدخول في مرحلة تجمد العلاقات نسبيا بين البلدين.
حجم التبادل التجاري وأنواع المنتجات المتداولة:
تمتلك تجارة المواد الكيماوية الحصة الأكبر في حجم التبادل بين البلدين. حيث أشارت هيئة الإحصاء التركية إلى أن واردات تركيا من السعودية متنوعة، وتأتي في مقدمتها المنتجات الكيميائية. وأضافت أن مجموع واردات المنتجات الكيميائية القادمة من السعودية تصل إلى حدود 3 مليار دولار.
تنسيق تركي سعودي ولقاءات على أعلى المستويات:
تتجه العلاقات بين البلدين إلى التحسن بشكل يومي وأكد الرئيس التركي أنه سيزور عاصمة المملكة في الشهر الثاني من العام الجاري. وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر المصدرين الأتراك.
وتأتي هذه الزيارة تلبيةً لدعوة العاهل السعودي. ويتوقع أن يشمل اللقاء بين الرئيسين مناقشة قضايا مهمة على الصعيدين الإقليمي والاقتصادي اللذان يخصان البلدين. إضافةً لذلك؛ من المنتظر أن يتناولا مسألة التبادل التجاري. ومعضلة سوء أحوال حركة الصادرات بين البلدين خلال الفترة الماضية.
تركيا نحو انفتاحات إقليمية جديدة:
ذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن؛ أن تركيا ستشهد انفتاحات إقليمية جديدة خلال العام الحالي. وأضاف أن الخارجية التركية تعمل على تسريع عودة المياه إلى مجاريها مع مختلف الدول.
وفي مقابلة أجرتها مجلة كريتر التركية ذكر إبراهيم قالن أن تركيا لن تترك أي يد تمتد لها في الهواء. وأضاف أن البلاد ستخطو خطوتين لقاء كل من يخطو نحوها خطوة واحدة. وستعمل تركيا على تجاوز جميع التوترات للوصول إلى علاقات أفضل مع البلدان. كما أكد أن مثل هذه الخطوات تساعد في تحقيق المصالح القومية للجمهورية التركية وفق رؤيتها في تحقيق السلم القومي والعالمي.
الجدير بالذكر أن الساحة السياسية التركية شهدت مؤخراً توطيد تركيا لعلاقاتها مع عدة دول، منها السعودية وأرمينيا ومصر والإمارات.
وبالطبع إن مثل هذه التصريحات وما يرافقها من تحركات فعلية على الأرض ستنعكس بشكل إيجابي على حركات التبادل التجاري بين تركيا والدول الأخرى.